في راتن، ألمانيا – أغسطس 2025
راتن، ألمانيا — على مدار عشرة أيام، اجتمع شباب من مختلف أنحاء أوروبا والأردن في الطبيعة الخلابة لمنطقة راتن بألمانيا، للمشاركة في برنامج التبادل الشبابي "العودة إلى الطبيعة 4.0"، والذي أقيم في الفترة من 5 إلى 15 أغسطس 2025. ركّز البرنامج على الترابط بين الصحة النفسية والطبيعة والمشاركة المدنية.
في عالم مليء بالضوضاء الرقمية المستمرة، وعدم الاستقرار السياسي، والضغوط الاجتماعية، يشعر الكثير من الشباب بالإرهاق والانفصال عن الذات والمجتمع. جاء برنامج "العودة إلى الطبيعة 4.0" ليكون مساحة للتباطؤ، وإعادة الاتصال بالذات، وبالطبيعة، وبالآخرين.
جمع البرنامج بين التنمية الشخصية والمواطنة الفاعلة. من خلال ورش العمل، والرحلات الجبلية، والأنشطة الإبداعية، تعلّم المشاركون أدوات عملية لإدارة التوتر وبناء المرونة النفسية، مثل: تمارين اليقظة الذهنية، والأنشطة الحركية، وقضاء الوقت في أحضان الطبيعة.
وفي الوقت ذاته، شجّع البرنامج المشاركين على النظر لأنفسهم كـ صُنّاع تغيير. تناولت النقاشات والمشاريع الجماعية كيفية الانخراط في الحياة الديمقراطية وإحداث أثر إيجابي في المجتمعات، دون الوقوع في فخ الإرهاق أو الاحتراق النفسي.
من العناصر المحورية في التبادل، كان التعلّم بين الثقافات. شارك شباب من خلفيات وبلدان متعددة قصصهم ووجهات نظرهم حول القضايا الاجتماعية. هذا التبادل الثقافي عزّز روح المجتمع، والتعاطف، والتفاهم المتبادل، وفتح آفاقًا جديدة للمشاركين للعودة إلى أوطانهم بطاقة جديدة وتحفيز عالٍ.
لقد نجح برنامج "العودة إلى الطبيعة 4.0" في تمكين المشاركين من تعزيز صحتهم النفسية، إلى جانب رفع قدراتهم على الانخراط المدني، ليؤكّد أن الاهتمام بالنفس لا يتعارض مع العمل من أجل عالم أفضل.
كانت الأنشطة الخارجية في راتن من أجمل اللحظات التي عشتها في أحضان الطبيعة. الطقس كان مثالياً—هواء بارد ومنعش، والمناظر حولي وكأنها لوحة حية.
مع كل خطوة، كنت محاطًا بأشجار كثيفة، وجداول مياه تتلألأ وهي تتدفق بين الصخور، وصوت العصافير لا يتوقف.
في كل متر نخطوه، كنا نكتشف منظرًا جديدًا يخطف الأنفاس. تارة نمشي على طرق ترابية متعرجة، وتارة نعبر جسورًا خشبية فوق مياه صافية كالزجاج.
نعم، كانت هناك لحظات من التعب، خاصة في المقاطع الصاعدة، لكن الهواء النقي وسحر الطبيعة جعلا كل جهد يستحق العناء. وبينما كنا نتوقف لالتقاط الصور وشرب الماء، كانت أجمل لحظة هي عندما وصلنا إلى نقطة مرتفعة تطل على مشهد بانورامي لا يُنسى. كان شعورًا وكأننا نلنا جائزة على كل خطوة مشيناها.