شاركة مؤسسة زها الصحراء في المؤتمر الدولي المعني بالمجتمعات المتماسكة الذي عقد في سنغافورة بحضور 700 موفد تقريباً من زهاء 40 دولة لمعالجة التحديات التي تواجه التماسك الاجتماعي وتعزيز التفاهم بين الأديان والثقافات على المستوى العالمي.
ويعتبر الوقت الذي ينعقد فيه المؤتمر أساسيًا للحوار والتعاون، إذ يجعل التواصل المتزايد المجتمعات أكثر عرضة للتضليل والآراء المتطرفة.
وقد ألقت فخامة الرئيسة حليمة يعقوب، رئيسة جمهورية سنغافورة، الكلمة الافتتاحية في مركز مؤتمرات رافلز سيتي.
وبدوره، ألقى جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين، ملك المملكة الأردنية الهاشمية الكلمة الرئيسية . ويتمتع جلالته بخبرة واسعة باعتباره قائداً عالميًا في تعزيز الوئام بين الأديان، إذ يدعم عددًا من المبادرات من بينها رسالة عمّان، ومبادرة كلمة سواء، وأسبوع الوئام العالمي بين الأديان التابع للأمم المتحدة.
وتطرق القادة والخبراء في الأوساط الأكاديمية، والحكومات، والمنظمات الدينية، ومنظمات المجتمع المدني، لتحديات التماسك الاجتماعي، بما في ذلك التعصب المتزايد وتأثير الآراء المتطرفة. ومن خلال الحوار المفتوح والتعلم المتبادل، يسعى المؤتمر الدولي المعني بالمجتمعات المتماسكة إلى بناء الجسور، واستكشاف الحلول العملية، وتعزيز العمل الجماعي العالمي عبر المجتمعات.
يشار إلى أن المؤتمر من تنظيم كلية إس. راجاراتنام للدراسات الدولية، وبدعم من وزارة الثقافة والمجتمع والشباب في سنغافورة.
وبهذه المناسبة قال السفير أونغ كنغ يونغ، نائب الرئيس التنفيذي لكلية إس. راجار اتنام للدراسات الدولية:
"هذه هي المرة الأولى التي نستضيف فيها مثل هذا الحوار والتبادل في سنغافورة، التي تتميز بمجتمعها ذي الأعراق والأديان المتعددة، ونحن نبذل قصارى جهدنا للحفاظ على بلدنا مسالماً وآمناً. وفي الوقت نفسه، نحن جزء من المجتمع العالمي الذي يواجه تحديات يفرضها الاتصال المتزايد، والتصعيد في تسييس مسألة الهويات، والتطور التكنولوجي اللامتناهي. من هنا، يعد المؤتمر بمثابة منصة للحوار البناء، لتعزيز الثقة والتفاهم المتبادلين عبر المجتمعات."
الجمع بين وجهات نظر متنوعة لمجتمعات أكثر تماسكًا
خلال ثلاث جلسات عامة وست جلسات مصغرة، تناولت الوفود القضايا المتعلقة بالأديان والهوية والتماسك الاجتماعي في سياق عالمي. وقد أُثريت الجلسات بالخبرات المتنوعة التي تمتع بها المتحدثون المتميزون في مواضيع نقاشية شملت دور التكنولوجيا ووسائل التواصل الاجتماعي في الخطاب الديني والاجتماعي، وإعادة تأهيل الأشخاص المتطرفين وإعادة إدماجهم في المجتمع.
الاستفادة من طاقة الشباب والمجتمعات المحلية
يتضمن المؤتمر الدولي المعني بالمجتمعات المتماسكة أيضًا برامج تهدف إلى إشراك القادة الدوليين الشباب والمجتمعات المحلية. وخلال اليومين الماضيين، استفاد برنامج القادة الشباب من أفكار وطاقات القادة الشباب، والذي اختُتم بنقاش غير رسمي مع الرئيسة حليمة يعقوب.
خلال عطلة نهاية الأسبوع، يمكن للجمهور التعرف على العناصر الرئيسية للمؤتمر من خلال سلسلة من حوارات وتجارب هارتلاند التي ستقام في مواقع مختلفة من جميع أنحاء سنغافورة، وتشمل رحلات تعليمية بقيادة رجال دين، وفرصة المشاركة في حوار مع متحدثين من المؤتمر الدولي المعني بالمجتمعات المتماسكة.
وبالتزامن مع المؤتمر، يتناول معرض "أديان متعددة، مستقبل واحد" الروابط الإنسانية عبر المعتقدات المختلفة من خلال مجموعة منظمة من الأعمال الفنية والمصنوعات اليدوية. ويستقبل المعرض الزوار من 19 إلى 23 يونيو في الطابق 3 من مركز تسوق رافلز سيتي.